موقع الدكتورة لبيبة خمار

09 Sep

درويشيات، تأملات على هامش نصوص محمود درويش، د. لبيبة خمار

Publié par موقع لبيبة خمار

 

 

  1.  مجيء الفرح:

 

امتﻷت السنابل، نضج ما بالمرجل، وهبا اللهب. جلسنا ملتفين حول الطاولة، نتسامر، نبتسم، نقهقه، نهز رؤوسنا اليانعات، نراقصها على إيقاعاتنا الخفية، وموسيقانا الرتيبة، والجامحة، والهامسة، ضاربين كفا بكف، رجلا بأرض، وكأسا بكأس حتى تدحرجت طاقية الحزن العجيبة؛ طاقية إخفائه وقبل أن يتهاوى انطفأ غليونه، وسقط حربونه. فدخلنا الفرح، انفجرنا كالبراكين النائمات..الخابيات غير عابئين بخياناته فقد قالها حكيم ذات يوم: إذا جاءك الفرح مرة أخرى فلا تذكر خيانته السابقة، بل ادخل وانفجر. 
 

 

  1. خطفة الحب:

 

يخترقنا الحب كالوميض فينير الاعماق، ويقطرها، ونرتقي بوهجه إلى مصاف الأولياء ونستحيل به تجل من تجليات الله.
يخترقنا كالجلجلة، كالانبهار الخاطف، كالإعصار المقتلع، لكن بصمت ..وبهدوء، دون أن يعلن عن مقدمه، أو عن نفسه فلا نحسه، وندركه وندري به إلا ونحن في لحظة الغمر، والفيض، والغمس ..ليطل بعدها من الساعات، ومن الأحداق، ورفيف الأهذاب، ورنات الأقدام، ومن بين الكلمات، وبين السطور، ووسط كل النصوص، ومن خيمياء الجسد، ومن أريج الزهور وعويل النايات، وزقزقة كل الطيور إنه حقا لا "يعلن عن نفسه، لكن تشي به موسيقاه".

 

  1. وسامة

سلكت طرقي الوعرة... ذي تبعثرني، وذي تلمني، حثى وجدتها، هي، مرآتك الجموح..تمليتني

متحسسا قسماتي، فوجدتني وسيما ..وسيما جدا ترى أ "لأني لديك.

 

 

  1. الفاكهة

 

تذكرني كل الفاكهة المشتهات بالغياب، وتذكرني الساعات بذاكرتي المنخورة كخوخة، والمنثورة ككرز، والمفروطة كرُمّانة...تلك الرمانة التي أفتحها و"أفرطها عليك حبة حبة، وأنثرها عليك لؤلؤا أحمر يليق بوداع لا يطلب مني شيئا غير النسيان"، هكذا قالها درويش ورحل. لكني اعرف الا نسيان سيعلو هذا الغياب لذا أنثر الرمان حبة حبة وألقمها الحضور ليتذكر.

 

 

 

د. لبيبة خمار

د. لبيبة خمار

Commenter cet article