موقع الدكتورة لبيبة خمار

22 Jul

وكأني أحلتني حدود بلادي، القصيدة الديوان المترابطة للشاعر جمال خيري

Publié par موقع الدكتورة لبيبة خمار

 

وكأني أحلتني حدود بلادي القصيدة/الديوان المترابطة للشاعر جمال خيري، إخراج د. لبيبة خمار


لقد ظهرت القصيدة/الديوان؛ القصيدة الوحيدة التي تتطاول وترحب كي تشكل ديوانا، من رحم المهجر. إذ ساهمت عصبة الأندلس من خلال الأخوين "معلوف" في تطوير القصيدة وشكلها بالانزياح عن مفهوم الديوان التقليدي القائم على أشتات من القصائد المتنافرة وصيرته قصيدة واحدة وحيدة متسقة ومنسجمة. وها المهجر من جديد ممثلا في صوت الشاعر" جمال خيري" يضخ دماء جديدة في الشعر ويحفزه  بما يحركه فيه من قلق وجودي وغربة لا متناهية تمتد في عروقه جذمورا يولد قصيدة تتولد من نويات ومن كلمات تمتلك القدرة على توليد المبنى والمعنى.  ها المهجر يتفتق مع الشاعر عن تجربة فريدة تمنح للقصيدة/الديوان شكلا جديدا جذموريا يتنامى بالوسط وبالأطراف كأنه يتفجر وينفجر وسط البياض. هذا الأخير الذي يتولد وسطه كي يسل من عماه الحليبي القصيدة المترابطة، القصيدة الديوان المعنونة بـــ "وكأني أحلتني حدود بلادي" التي تحتفي بالعتبات بما فيها من إهداءات أو نصوص موازية أو عناوين التي أراد الشاعر من ورائها قول ثيمة الوطن والغربة،  قول الوطن/اللاوطن الذي أبعد عنه قسرا كأن نفي منه وظل مشدودا إليه؛ يبحث عنه وعن بديل له. كأن بالشاعر بعتباته أراد أن يرز في داخله أوتادا تثبت أطراف الوطن فلا يحيد عنه أو يميل. مثلما أراد أن يدق في كل نص مراكز/كلمات تغوص في قلبه وتستحيل بؤرا منها يشع، يتسع ويرتحل منه إلى غيره. أراد أن يغرس في جوانيه كلمات تقتل الوطن ثم تحييه من رماده شامخا كأنه عنقاء سوداء تعلي لتتساقط. 
لقد كتب الشاعر قصيدته/ الديوان وهو يفكر في الشكل الذي أراد له أن يكون مترابطا؛ ينمو منه، به. لذلك فكر في العلاقات التي تنظم نسيجه، وفي الأنظمة التي تتحكم في بنيانه وتكون لها القدرة على الإحاطة  بتجربته الوجدانية الوجودية والتعبير عن اللحظة التي يتلاقى فيها وغيره من الشعراء ويتناص معهم ويستحضرهم في وعي لا وعي كتابته، وكلاهما عنده سيان، كي يتمكن من قول القصيدة/الديوان التي تماهي  القصيدة/ الكون. وهو في اهتمامه بالعلاقات كان بويطيقيا، ونحن باهتمامنا بالعلاقات التي تنتظم الكتابة والقراءة معا لبويطيقيون أيضا. فمنذ بدء مشروعنا النقدي ونحن نهتم بالترابط أي بالعلاقات. لذلك أولينا اهتماما كبيرا بالنصوص التي كتبت بقصدية  الترابط  سواء أكانت ورقية أو رقمية  لذلك اهتممنا بتجربة الشاعر جمال خيري الذي لا يكتب إلا بالترابط وهذا الأمر يبدو جليا من خلال وكأني أحلتني حدود بلادي التي خضنا تجربة إخراجها، والتي تنتظركم لتبحروا في عوالمها وذلك على الرابط التالي

​​​​​​

Commenter cet article